عم فضل


كنت عاوز أكتب قصة عن أي حد أعرفه أو عن نفسي بس لقيت أن كل واحد قصة أيوة كل شخص فينا عبارة عن قصة, قصة ماشية على الأرض أو نايمة في السرير, قصة راكبة في الأتوبيس أو في المرسيدس ما هوا برضه الناس اللي راكبة في المرسيدس دي غلابة أوي زينا كده, قصة بتاكل قصة بتشرب بس القصة الوحيدة اللي لقيتها بتعمل حاجة غريبة عن كل الناس قصة لقيتها قاعدة بتقرأ القصص التانية
"هههههه أيه يا عم الدماغ الغريبة دي أنت شارب حاجة" ده كان الأخ مزاجنجي لما كنت بكلمه على عم فضل و بقله ده قصة بتقرأ كل القصص فضحك أوي و قالي أيه الدماغ الغريبة هوا صحيح دماغي كبيرة شوية بس دماغ عادية و بعدين مزاجنجي ده أصلا قصة جامدة بس للأسف كل الناس قرأتها قبل كده و مع أنه مثقف أوي و ذكي و تعليمه عالي إلا أنه خد طريق المزاج أكيد شفته قصة زيه قبل كده مستحيل يكون لأنه بقى صيحة العصر دلوقتي في الأوساط الثقافية أنك بتتعاطي نوع مختلف من الثقافة بحيث تستطيع التعامل مع الواقع الثقافي اللي حواليك.
عم فضل سامحني نسيتك بسب مزاجنجي
عم فضل ده مش معروف سنه كام بس هوا عايش من زمان و يا سلام عليه لما تلاقيه بيحكي عن الأمجاد أو أيام ما خرجوا في المظاهرة بتاعت عبد الناصروقت النكسة و الخطاب الشهير و التنحية الشهيرة الناس كانت بتحب عبد الناصر أوي معرفش ليه هما ليه كانوا بيحبوه يمكن عشان كان بيحبهم بجد يمكن عشان رجعلهم كرامتهم و خلاهم يفرحوا لما حد يقول عليه أنه مصري مع أن اللي كان بيشرب من نيلها وقتها أكيد المية كانت بتعجبه مش زي دلوقتي المية رايحتها مش زي اللي شريين بتغني ليها خالص.
المهم هوا عم فضل كده كل ما تيجي تتكلم عنه تلاقي نفسك بتخش في قصص تاني و مالنا أحنا و مال شريين اللي بتغني لحتة تانية مش عارفينها أحنا.
عم فضل هوايته الوحيدة يقعد على القهوة اللي في أول الشارع و يقرأ من غير ما يمسك كتاب يقرأ الوجوه و طبعا عشان المنظر يبقى زي الروايات بتاعت زمان كان ماسك اللي بتاع الشيشة و كل ما أقله بلاش يا عم فضل يقولي يا عم أنا عشت لحد ما زهقت خلي بالك أنت من صحتك ده أنا لو قمت جريت قصدك هكسبك يا بتاع السمن النباتي هههههه و يضحك الضحكة الحلوة بتاعته عمري ما شفته مكشر كان على طول بيضحك و يضحكنا معاه و يقلنا يا واد يا منيل أنت و هوا فكوا وشوشوكوا عند حمدي المكوجي و تعالوا ههههههه
المهم بقى عم فضل كان يقرأ الوجوه بدقة فظيعة و بفراسة متناهية يعني كنت أكون زعلان و عامل نفسي فرحان و مزقطط يقولي خد يا واد مالك فيه أيه أحاول أعمل نفسي فرحان و أقله يا عم فضل انا تمام يضحك و يقولي على عمك فضل برده يا واد قولي عاوز فلوس يا واد, ياما أدانا فلوس عم فضل لما بيكون الموضوع مزنوق شوية و كنا نيجي نرجع فكان يرفض بشدة و يقول خليها معاكوا يمكن تحتاجوا الفلوس أنا كده كده مش محتاجها و الحمد لله مستورة.
عم فضل كان يقعد يقولي البنت سحر مالها زعلانة كده ليه أقله مين سحر دي يقولي اللي ساكنة في العمارة الفلانية بنت فلاني ده أبوها حبيبي و أمها بنت حلال أيه يا عم فضل ده جوجل أيرث ميعرفش يعمل كده يا عم و يقلك الواد محمود ساب الشغل و زعلان متشوف أي شغلانة عندك أضحك و أقله هوا أنا صاحب الشركة يعني يا عم فضل ياه يا عم فضل يا ريت أعرف أساعده بس مين محمود ده يقلي ده ساكن في العمارة اللي قدامكم
أيه رأيك في العروسة الفلانية و أيه رأيك في الأخ الفلاني كان بيحب كل الناس ده حتى كان بيحب الواد بلية الميكانيكي هعملكوا أيه الأسم متكرر أو مش متكرر هوا ده الأسم الرسمي لأي صبي ميكانيكي
مرة قالي مالكم يا بني حالكم بقى مايل كده ليه بقله في أيه يا عم فضل أيه اللي خلاك تسأل السؤال الغريب ده و اللي أنا مش فاهم معناه قالي مالكم كده بقيتوا واحشين أوي مع بعض هزرت معاه لقيته مش معبرني و عمال يسأل هي الناس جرى ليها أيه, بقله أيه يا عم فضل أنت مش عايش معانا و لا أيه أوعى تكون مبتكلش عيش و لا مش بتقف في الطابور هقلك أيه يا عم ما أنت على طول الجيب عمران الشيشة في حضنك و لا أنور وجدي و ليلي مراد تخيلوا معرفش يضحك و قالي بس الحب راح فين يا واد راح فين, أيه الكره ده الكره ده كتير أوي كده ليه الناس مش عارفة تضحك و لا تهزر الناس جرى ليها أيه
إمبارح و أنا بجري ألحق الميني باص اللي رايح البساتين عشان ده أقرب حاجة للمعادي لأن بجد المترو وسيلة تعذيب تحت الأرض أهه على الأقل فوق متعذب بس مش زي المترو متعذب و مدفون ده مفيش ذرتين أكسجين على بعض لقيت عم فضل صاحب بدري كالعادة بقله صباح الفل يا عمنا نده عليا و قالي تعالي يا واد.
قالي تعالي أشربلك حجر معايا و كبية شاي قلتلي شاي ماشي لكن مش هقدر أشرب حجر أحسن لسه ضارب شوية طوب على الفطار برضه مضحكش يمكن سخيفة القفشة و بعدين هوا عارف أصلان أني ماليش في الشيشة و الجو ده و قالي بقلك أيه هوا الناس كلها النهاردة لابسة نفس الوش ليه هوا فيه حفلة تنكرية.
قالتله يا عم فضل و لا حفلة و لا غيره و فين الوش ده قالي أنت لابسه أهه و هند لابسها و أمير و محسن و أيمن ومزاجنجي و وفاء و شريين ده حتى الست أم أحمد لابسة الوش برضه يا عم وش أيه ده وش الحزن أيه يا جماعة مالكم فيه أيه ليه شايلين ده كله ما ترمي يا واد همومك قالتله أنا هلحق أرمي الهموم و الوش في الدرج بتاع المكتب و أخلص الشغل قبل ما المدير يزود الهموم و أجيلك بعد العصر
رجعتله ملقيتوش في مكانه و لقيت الدموع في العيون مش عاوزة تسيبها و لقيت الوشوش كلها وقعت و مكانها حزن و صمت و لقيت اللي بتاع الشيشة على الأرض بيقوله أنه كان آخر حاجة بيكلمها قبل ما يمشي طب مش ليه و إزاي يقولوا منعرفش كل اللي قاله قبل ما يمشي مادام الحب اللي بينا مشي همشي أنا كمان و قال لحمودة القهوجي سلملي على الواد ممدوح إما يرجع بالسلامة من الشغل
مع السلامة يا عم فضل